أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
منتديات رحابي


Go Back   منتديات رحابي > رحابي .. كلام كبير > إيمانيات


09/12/2010
1:43:51 AM
 

تاريخ التسجيل : 14/07/2007
عدد المشاركات :176
Postهنيئا لك الحج يا سعيد

 

هنيئا لك الحج يا سعيد

 

من قصص الفرج بعد الشدة

 

من بريدي

 

بعد انتهاء مراسم الحج ... اكتظ المطار بالحجاج وهم ينتظرون طائراتهم ... جلس الحاج سعيد على الكرسي وبجانبه حاج آخر فسلم الرجلان على بعضهما وتعارفا وتجاذبا أطراف الحديث، حتى قال الرجل الآخر   :

 

والله يا أخ سعيد أنا أعمل مقاولا، وقد رزقني الله من فضله وفزت بمناقصة اعتبرها صفقة العمر، وقد قررت أن يكون أداء فريضة الحج للمرة العاشرة  أول ما أفعله شكرا  لله على نعمته التي أنعم بها علي وقبل أن أتي الى هنا. زكيت أموالي وتصدقت كي يكون حجي مقبولا عند الله ... ثم أردف بكل فخر واعتزاز : وها أنا قد أصبحت حاجا للمرة العاشرة     .

 

أومأ سعيد برأسه وقال   : حجا مبروراً وسعيا مشكوراً وذنبا مغفورا ان شاء الله  

 

ابتسم الرجل وقال   : أجمعين يا رب. وأنت يا أخ سعيد هل لحجك قصة خاصة ؟  

 

أجاب سعيد بعد تردد   : والله يا أخي هي قصة طويلة ولا أريد أن أوجع رأسك بها.  

 

ضحك الرجل وقال   : بالله عليك هلا أخبرتني، فكما ترى نحن لانفعل شيئا سوى الانتظار هنا   .

 

ضحك سعيد وقال   : نعم, الانتظار، وهو ما تبدأ به قصتي، فقد انتظرت سنين طويلة حتى أحج، فأنا أعمل منذ أن تخرجت معالجا فيزيائيا قبل 30 سنة وقاربت على التقاعد، وزوجت أبنائي وارتاح بالي، ثم قررت بما تبقى من مدخراتي البسيطة أداء فريضة الحج هذا العام. فكما تعرف لا يضمن أحد ما تبقى من عمره ، وهذه فريضة واجبة   .

 

وفي نفس اليوم الذي كنت أعتزم فيه الذهاب الى متعهد الحج بعد انتهاء الدوام، وسحبت لهذا الغرض كل النقود من حسابي... صادفت احدى الأمهات التي يتعالج ابنها المشلول في المستشفى الخاص الذي أعمل به، وقد كسا وجهها الهم والغم وقالت لي استودعك الله يا أخ سعيد، فهذه آخر زيارة لنا لهذا المستشفى. استغربت كلامها وحسبت أنها غير راضية عن علاجي لابنها وتفكر في نقله لمكان آخر ، فقالت لي لا يا أخ سعيد يشهد الله أنك كنت لابني أحن من الأب، وقد ساعده علاجك كثيرا بعد أن كنا قد فقدنا الأمل به   .

 

استغرب الرجل وقاطع سعيد قائلا   : غريبة، طيب اذا كانت راضية عن أدائك وابنها يتحسن فلم تركت العلاج ؟  

 

أجابه سعيد   : هذا ما فكرت به وشغل بالي، فذهبت الى الادارة وسألت المحاسب عن سبب ما حدث، وان كان بسبب قصور مني، فأجابني المحاسب بأن لا علاقة لي بالموضوع، ولكن زوج المرأة قد فقد وظيفته وأصبح الحال صعبا جدا على العائلة ولم تعد تستطيع دفع تكاليف العلاج الطبيعي فقررت ايقافه   .

 

حزن الرجل وقال   : لاحول ولا قوة الا بالله , مسكينة هذه المرأة فكثير من الناس فقدوا وظائفهم بسبب أزمة الاقتصاد الأخيرة , وكيف تصرفت يا أخ سعيد ؟  

 

أجاب سعيد   : ذهبت الى المدير ورجوته أن يستمر بعلاج الصبي على نفقة المستشفى، ولكنه رفض رفضا قاطعا، وقال لي ان هذه مؤسسة خاصة تبتغي الربح وليست مؤسسة خيرية للفقراء والمساكين، ومن لا يستطيع الدفع فهو ليس بحاجة للعلاج   .

 

خرجت من عند المدير حزينا مكسور الخاطر على المرأة وابنها خصوصا أن الصبي قد بدأ يتحسن وايقاف العلاج معناه انتكاسة تعيده الى نقطة الصفر , وفجأة وضعت يدي لا اراديا على جيبي الذي فيه نقود الحج , فتسمرت في مكاني لحظة ثم رفعت رأسي الى السماء وخاطبت ربي قائلا   :

 

اللهم أنت تعلم بمكنون نفسي وتعلم أن ليس أحب الى قلبي من حج بيتك وزيارة مسجد نبيك، وقد سعيت لذلك طوال عمري وعددت لأجل ذلك الدقائق والثواني، ولكني مضطر لأن أخلف ميعادي معك فاغفر لي انك أنت الغفور الرحيم   .

 

وذهبت الى المحاسب ودفعت كل ما معي له عن أجرة علاج الصبي لستة أشهر مقدما، وتوسلت اليه أن يقول للمرأة بأن المستشفى لديه ميزانية خاصة للحالات المشابهة   .

 

دمعت عين الرجل   : بارك الله بك وكثر من أمثالك، ولكن اذا كنت قد تبرعت بمالك كله فكيف حججت اذا ؟  

 

قال سعيد ضاحكا   : أراك تستعجل النهاية، هل مللت من حديثي ؟ اسمع يا سيدي بقية القصة , رجعت يومها الى بيتي حزينا على ضياع فرصة عمري في الحج، وفرحا لأني فرجت كربة المرأة وابنها، ونمت ليلتها ودمعتي على خدي، فرأيت نفسي في المنام وأنا أطوف حول الكعبة والناس يسلمون علي ويقولون لي حجا مبرورا ياحاج سعيد، فقد حججت في السماء قبل أن تحج على الأرض، دعواتك لنا يا حاج سعيد. حتى استيقظت من النوم وأنا أحس بسعادة غير طبيعية، على الرغم من أني كنت شبه متأكد أني لن أتشرف يوما بالحج. فحمدت الله على كل شيئ ورضيت بأمره   . وما أن نهضت من النوم حتى رن الهاتف وكان مدير المستشفى الذي قال لي   :

 

يا سعيد أنجدني، فأحد كبار رجال الأعمال يريد الذهاب الى الحج هذا العام، وهو لا يذهب دون معالجه الخاص الذي يقوم على رعايته وتلبية حاجاته ، ومعالجه زوجته وهى في أيام حملها الأخيرة ولا يستطيع تركها، فهلا أسديتني خدمة وذهبت بدلا عنه ؟ لا أريد أن أفقد وظيفتي اذا غضب مني، فهو يملك نصف المستشفى   .

 

قلت له بلهفة   : وهل سيسمح لي أن أحج ؟  

 

فاجابني بالموافقة .

 

فقلت له اني سأذهب معه ودون أي مقابل مادي ,

 

وكما ترى فقد حججت، وبأحسن ما يكون عليه الحج، وقد رزقني الله حج بيته دون أن أدفع أي شيئ والحمد لله، وفوق ذلك فقد أصر الرجل على اعطائي مكافأة مجزية لرضاه عن خدمتي له. وحكيت له عن قصة المرأة المسكينة فأمر بأن يعالج ابنها في المستشفى على نفقته الخاصة، وأن يكون في المستشفى صندوق خاص لعلاج الفقراء، وفوق ذلك فقد أعطى زوجها وظيفة لائقة في احدى شركاته   .

 

نهض الرجل وقبل سعيد على جبينه   : والله لم أشعر في حياتي بالخجل مثلما أشعر الآن يا أخ سعيد، فقد كنت أحج المرة تلو الأخرى وأنا أحسب نفسي قد أنجزت شيئا عظيما، وأن مكانتي عند الله ترتفع بعد كل حجة، ولكني أدركت لتوي أن حجك بألف حج من أمثالي، فقد ذهبت أنا الى بيت الله  بينما دعاك الله الى بيته ، ومضى وهو يردد  :

 

 غفر الله لي, غفر الله لي .

 

  اضافة رد




12/12/2010
11:09:09 PM
 

تاريخ التسجيل : 13/08/2007
عدد المشاركات : 634
Postقصة جميله

 شكرا ابن عثمان على القصه المؤثرة جدا ... والحقيقة قرأتها منذ كتبت .. الا انني لم اجد الوقت لأرد .. فعذرا
وليت الجميع يفكر بمثل هذه الطريقة فهي قمة التكافؤ الأجتماعي ... ينظر المرء دائما على الفائدة المادية واللحظية لماله .. ولا يهتم بالجزاء الآجل لصدقته ... 
 
جزاك الله خيرا ... اللهم اعنا على حسن عبادتك
اضافة رد

14/12/2010
8:29:39 AM
 

تاريخ التسجيل : 19/10/2008
عدد المشاركات : 1
Postنعمت القصة هي ونعمت العبرة فيها

    جزاك الله خيرا يا ابن عثمان على اختيار هذه القصة الرائعة المعبرة الماتعة
ومما لاشك فيه ان الدين الحنيف كما يحثنا على الاحسان في العلاقة بيننا وبين الله سبحانه فانه في الوقت نفسه يحثنا على تحسين العلاقة بيننا وبين كل خلق الله ولذلك نجد الترابط الوثيق بين الصلاة والزكاة في أيات القران واقترنهما معا حيث يقول الله ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) فالصلاة عبادة محضة بيننا وبين الله سبحانه  فقط والزكاة عبادة مالية يؤديها الغني قياما بواجبه تجاة الفقير والامثلة كثيرة لايتسع هذا الرد لذكرها
نسال الله العظيم ان يجعلنا من الذين يحسنون القيام بحقه سبحانه وبحقوق الخلق علينا 
آمييين   
اضافة رد
عدد الردود 2







الرئيسية | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا