بدأت شرارة المقاطعة في بعض البلدان العربية والآسيوية

 

 

شاهدت في قناة الجزيرة ليلة أمس مشهدين متتالين، استغربت لهما كثيراً واعتبرتهما رسالة مباشرة لكل متهاون في عمل شيء ليس فقط لفلسطين وشعبها، بل لنفسه أياً كان مكانه أو بلده العربي.

 

 

المشهد الأول في ماليزيا: حشد تظاهري لدعم غزة منظم بشكل كبير جداً في ملعب كرة، أقيمت فيه شاشة عرض سينمائية كبيرة جداً لعرض جرائم الحرب الصهيونية في غزة، ومنصة يقف عليها متحدثون ماليزيون يشرحون ويصفون تلك الأحداث والجرائم الجارية والمستمرة يومياً على يد الدولة الصهيونية والدعم الأمريكي الذي تلقاه بدرجة لا سابق لها في التاريخ، لدعم مثل تلك الجرائم الإنسانية، ويرفعون العديد من اللافتات لدعم الشعب الفلسطيني ومقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية على حدٍ سواء. ثم إنتقل التصوير إلى أرفف المحلات في الأسواق ليظهر مقاطعة التجار للبضائع الأمريكية بدءاً من المشروبات الغازية والمأكولات السريعة، وظهور الأرفف خالية من تلك المنتجات.

 

 

المشهد الثاني: في بلد لم يخطر على بالي أن يهتم شعبه (وهم أناس معروف عنهم الإنغلاق والإنطوائية الكبيرة في حياتهم الخاصة والعامة على السواء) بمثل هذه الأحداث الجارية في بلداننا ولأشقائنا التي تفصلنا عنهم الحدود فقط...في اليابان!! مظاهرات يقوم بها اليابانيون يرفعون شعارات كتبت باليابانية والإنجليزية والعربية كذلك، لمناهضة جرائم الحرب التي ترتكبها تلك الدولة الصهيونية المجرمة. حتى اليابانيون خرجوا من عزلتهم وإنطوائهم، ليناهضوا ويساهموا في إيقاف ومنع تلك الجرائم ضد شعب أغتصبت أرضه وأصبح أعزلاً من كل شيء!! وحرمت عليه سبل الحياة الإنسانية حتى من أقرب الناس والشعوب إليه!! وحرمت عليه سبل الدفاع عن حقوقه المغتصبة بكل الوسائل!!

 

لكل حاكم عربي خائن ومتواطئ سواء بفعل أو حتى بقول، مع تلك الدولة الصهيونية المجرمة، ما هذه إلا البداية التي تعمل ليل نهار وجاهدة على كل الأصعدة والمستويات المحلية والعالمية، ولن يهدأ لها بال قبل أن تحقق هدفها الذي وضعته منذ أكثر من 70 عاماً ومازالت تعمل على تحقيقه دون هوادة، وويل لكل من تسول له نفسه في أي بقعة من العالم أن يعترض أو يندد أو يحاول أن يكشف أكاذيبهم أياً كان أصله أو دينه أو جنسيته، أن تنشأ إسرائيل الكبرى من النيل للفرات.

 

 

حتى بعض يهود أمريكا نظموا أنفسهم وخرجوا في مظاهرات يستنكرون ما يحدث في غزة، ينفضون أيديهم ويتبرأون من تلك الجرائم البشعة التي ترتكبها إسرائيل الصهيونية، ويوضحوا للعالم أن اليهود الحقيقيين لا يقبلون بهذه السياسات والأساليب الصهيونية، ولا الجرائم التي ترتكبها الدولة الصهيونية المجرمة التي أقامتها عصابات مريضة بما يسمى الصهيونية، بالنهب والسرقة وتخريب القرى والبلاد وتشريد الأبرياء واحتلال أراضي المسالمون العزل من السلاح.

 

 

فمتى تأخذ دورك أنت أيها العربي مسلم ومسيحي، في مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية التي تسوق الآن في كثير من البلدان العربية، وغالباً لا تكتب عليها عبارة (صنع في إسرائيل) لأنهم يعرفون ببساطة أن الشعوب العربية لن تنتبه لهذه الخدعة البسيطة.

 

 

ألا يمكن الإستغناء عن قهوة ستاربكس ومطاعم تشيليز والمشروبات الغازية وسندويتشات الهامبرجر في المطاعم التي تحمل أسماء أمريكية؟؟!!

 

هل في ذلك تضحية لايمكن القيام بها!! وعذاب لا يمكن الإقدام عليه!!

 

حتى من الناحية الصحية، هي مضرَّة للكبار والصغار!!

 

 

ياريت كل واحد فينا يخلو لدقائق إلى نفسه ويفكر في هذه الأمور، ثم يقِّيمها،

 

ليعرف حقيقة ذاته ومن يكون....

 

 

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/72C565A4-9AD0-48D4-8730-A26EF477BA7D.htm

 

 

إبراهيم سرِّي