رحابي.نت

مجلس الثورة .. ماذا تنتظر منه؟
• نيرة الحديدي: وقف المطالب الفئوية لحل بلاوي البلد
• اتحاد شاغلي الرحاب مطلب متكرر
• مصطفى علي: تسهيلات من البنوك الاسلامية لإنعاش السوق العقاري
• نبيل كامل حنا: متفائل لأن من أولويات التيار السياسي الإسلامي فرض الأخلاق لمواجهة الانفلات الأخلاقي.
• شادية محمود خليل: ننتظر مجلس شعب قوي يطهر كل مؤسسة وكل شارع من الفساد
• هبة بدر الدين: المصري بطبعه راضٍ ومتدين  لو كفيت احتياجاته فعلا "مش ح يمد إيده".
• كريم طلعت: إنشاء وزارة  تربية عامة تهتم بالتوعية ثم رصد ومعاقبة المرتشين واللي بيمشوا عكس والموظفين اللي مابيشتغلوش.

يوم 23 يناير 2012، الساعة الحادية عشرة صباحا كانت مصر تترقب؛ سعيدة فخورة متأملة، انطلاق الجلسة الأولى والتاريخية لبرلمان الثورة. الكل أمام التلفاز حتى من هم في أعمالهم كانزا ينتظرون بدء تحقيق  الحلم وجني ثمار الثورة.
بدأت الجلسة بالوقوف دقيقة صمت حدادًا وتلاوة الفاتحة ترحمًا على أرواح الشهداء، وقال رئيس الجلسة: تغمد الله شهداءنا بواسع رحمته وعظيم مغفرته الذين سطروا بدمائهم الزكية شهادة ميلاد لحرية وكرامة كل المصريين، وأضاف '' باسم الله وباسم الشعب نفتتح هذه الجلسة الأولى التاريخية لمجلس الشعب'' وتلا قوله تعالى '' وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون''.
فرحة ما تمت
اعتقد أن هذا الموقف أبكى المصريين جميعا فرحا، ولم نكد .. فقد حدث ما أحبطنا .. شهدت الجلسة أول أزمة وفرقة حين حاول بعض النواب إضافة بعض العبارات أثناء أداء اليمين الدستوري، مثل "بما لا يخالف شرع الله" كما قال  النائب ممدوح إسماعيل المنتمي لحزب الأصالة  أو كما قال النائب باسل عادل فى نهاية القسم "بالإضافة لأهداف الثورة"، أو كما أضاف النائب مصطفى النجار -الذي كان يرتدي علم مصر وكتب عليه '' دم الشهداء لن يضيع هباء .. عيش .. كرامة .. إنسانية''-  فى بداية حديثه "أنه لو كسرت القاعدة لا يصح أن نلوم أى شخص بعد ذلك"، و أضاف بعد نهاية القسم "مع استكمال مطالب الثورة" وكما بادر النائب زياد العليمى،فقال" أقسم بالله أن أستكمل ثورة 25 يناير وأن أكون وفيًا لدماء الشهداء".
وقد مر شهران، كنا خلالهما نتابع جلسات المجلس، وخاصة ما فيها من استجوابات للحكومة، بشغف وترقب، ننتظر أن نرى ما كنا نريده من مجلسنا الأول بعد الثورة، ومن أعضائه الذي عانينا الأمرين في الطوابير وانتظار دورنا بالساعات لكي ننتخبهم.. فهل قرت أعيننا بأداء المجلس  المنتخب؟ وهل ارتقى أداؤه لطموحاتنا؟ وللثمن المدفوع في تواجده وهو دم ما لا يقل عن ألف شهيد ودمار اقتصادي شامل؟
شبكة "رحابي. نت" نزلت إلى الشارع لتسمع من سكان الرحاب ماذا كانوا يتوقعون من المجلس؟ وهل الأداء - حتى الآن- مرضٍ؟ وهل ينتظرون شيئًا من مرشحهم في الرحاب؟
إيجاد حلول لبلاوي البلد
لقاؤنا الأول كان مع نيرة الحديدي التي قالت: أنا نزلت الانتخابات علشان أمارس حقي في الاختيار، وانتخبت مصطفى النجار والكتلة المصرية لأنني كنت أرى فيهم تعددية وتنوعا وميولهم ليست دينية،  وشعرت أن مصطفى النجار لديه هدف "وممكن نوصل معه لحاجة"، فقررت أن أعطيهم فرصة لأرى هل سينفذ ما وعد به؟ وخاصة أننا ننتظر منه مناقشة قضايا وإيجاد حلول " للبلاوي اللي في البلد".
ما أهم "البلاوي" التي تنتظرين حلولا لها؟*  
كثيرة، أهمها البطالة وتدهور الاقتصاد، ويجب أن يوقفوا إضرابات المطالب الفئوية فهي توقف حال البلد، ويدخل فيها كل الناس الذين يحبون البلد حقا ومن لا يهمهم سوى مصلحتهم الشخصية.
وهل أنت راضية عن نتائج الجلسات؟*     
* لا، لم ألمس أي نتائج بعد، ومع الوقت بدأت أكتشف أن هناك من يتحدث في المجلس من أجل الاستعراض أو تحقيق أهداف خاصة به.
وماذا عن الرحاب؟*
* أطالب بزيادة الامن، وخاصة في نهاية الاسبوع، وأن تكون للأمن سلطة حقيقية، وعمل عدادات للمياه لأن الفواتير مبالغ فيها.
مش كل اللي ماتوا شهداء
أما السيدة فاطمة الحديدي فتقول: انتظر حلا عاجلا للناحية الاقتصادية، الجلسات الأولى اهتموا فيها بحق الشهداء مع أن " البلد بتقع". هل كانوا يستخدمون الشهداء سلمًا للشعبية الجماهيرية؟ برغم أن من ماتوا في الأحداث ليسوا جميعا شهداء بل منهم بلطجية.
من انتخبت؟*
*انتخبت الكتلة كتجربة ولو لم يفعلوا ما ننتظره منهم لن نعطيهم أصواتنا المرة القادمة، وخاصة أن الانتخابات لم تكن نزيهة بدرجة كافية.. لقد سمعت من مستشار أن سيدة عجوز بعد أن انتخبت ذهبت له تسأله فين الفلوس يا ابني؟ لأن هناك من قال لها سنعطيكِ مالا لو انتخبتِ، وأشفق المستشار عليها واعطاها من ماله الخاص.
*وماذا تريدين للرحاب؟
* يجب أن تتحدد الأسعار في السوق ويوقف جشع التجار، فما نشتريه خارج الرحاب بجنيه ونصف جنيه نشتريه داخلها بخمسة جنيهات، الشوارع أصبحت مكسرة، الأوتوبيسات مكسرة برغم أن الشركة تقوم  بتأجيرها للمدارس، ويجب استثمار الايجار في تصليح الأوتوبيسات والاهتمام بها.. ولكن النتيجة العكس، أريد أن أعرف" إيجار الأوتوبيسات فلوسها فين؟"، يجب أن يفعًل قانون " اتحاد الشاغلين " بصورة حيادية، أي أن يقوم السكان بمشاركة الجهاز في الادارة بشكل رقابي لنرى وثائق لكل ما يجنوه وما يصرفوه على المدينة، وأيضا نجد حلا لتسجيل الشقق المتوقف من سنوات وتعدنا به الإدارة دون أمل.
مصر محتاجة التزام
الاستاذ مصطفى علي يقول: أنا انتخبت "الحرية والعدالة" لأنهم قادرون على تحديد مشروع معين ويتبنوه ويخططوا له وينفذوه بالتزام كامل من الاعضاء للقرارت المتفق عليها، وهذا تماما ما تحتاجه مصر فالبلد يجب أن تنتظم تحت قيادة قوية ويكون هناك عمل جماعي منظم.
وماذا تنتظر منهم ؟*
*عايزين نبني البلد، القطاع العقاري اتدمر وهو الصناعة الاقوى في مصر، ولو سقط ستسقط  مصر، أعتقد لو صدر قانون بعمل تسهيلات من البنوك الإسلامية بالذات لإنعاش السوق العقاري، مصر ستتقدم بسرعة الصاروخ، فالسكن من أولويات الحياة ولا يمكن الاستغناء عنه ويجب أن يكون من أولويات الاصلاح" مش اشكال ماتشتريش عربية لكن لازم تسكن".

ترميم الشخصية المصرية
الاستاذ نبيل كامل حنا يقول: أنا نزلت في انتخابات مجلس الشعب أربع مرات، وانتخبت الكتلة لتخيلي انهم سيحققوا أعدادا أكثر من ما حققوه لأنهم على درجة من الثقافة والكفاءة المهنية وممكن أن يحركوا مصر للأمام.
ماذا تنتظر منهم؟*
أتوقع  أولا الاهتمام بالأمن، ومبني عليه ارتفاع الاقتصاد؛ فالاستقرار الأمني هو الذي سيحرك الاقتصاد والسياحة والصناعة وإعادة المستثمرين، لهذا يجب فرض الأمن بالقوة الجبرية على الشارع خصوصًا مع الانفلات الأخلاقي الحاصل، وأنا بالفعل  متفائل خير بفوز التيارات الإسلامية لاعتقادي أنها ستعيد بناء الناحية الأخلاقية من الشخصية المصرية التي تم تدميرها في السنين الماضية "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا" . 
ومتى تنتظر ذلك؟ *
*عندي أمل أن يتم ذلك على المدى القصير، لأني أثق في تكوين الشخصية المصرية المحترمة، المصري "بهدلناه وكسرناه" لكن في داخله أساس قوي حضاريا، وممكن إعادة ترميمه، وجانب الخير فيه عالي، وأعتقد أن التيار السياسي الإسلامي من أولوياته فرض الأخلاق لمواجهة الانفلات الأخلاقي الطاغي على سطح الشخصية المصرية.
* تقول فرض الأخلاق.. وأين الحريات التي ينادى بها؟
* طالما فيه انفلات يجب أمامه فرض.. الحريات جُعلت لمن يفهم الحرية فيعامل كفرد حر، أما من أساء فهمها يجب فرضها عليه حتى يصل للاتزان.
*وماذا تنتظر من عضو المجلس للرحاب؟
*لا أرى أن شؤون الرحاب الداخلية لها أولوية الان. "اللي بوظ الدنيا هي المطالب الفئوية اللي تفجرت في كل مكان"، لهذا لا يجب أن ننظر في دائرتنا الضيقة، ولكن لنغلب المصلحة العامة للبلد ونفكر في مناطق تستحق النظر اليها سريعًا. وبصفة عامة أنا ضد الأسوار التي تفصل بين المجتمعات.. لا داعي لعزل أنفسنا كرحابيين عن باقي مصر.
طغيان الاخوان والسلفيين
أما السيدة شادية  محمود خليل فتقول: أنا انتخبت حزب العدل ومصطفى النجار لأنه شاب واعد ذو أفق واسع ومتدين وملم بالساحة السياسة ولديه رغبة في التغيير ، تغيير كل شيء سيء في الدنيا.
*وماذا تنتظرين منه؟
*أنا أثق في رغبته في الإصلاح، لكنه يصطدم بطغيان الإخوان والسلفيين في المجلس، فمن اليوم الأول ونحن ما زلنا ننتظر العدل والعدالة الاجتماعية التي نادينا بها في الثورة أي أن "كل واد ياخذ حقه في التعبير عن رأيه" ولكننا صدمنا بما يحدث. يكفي "زياد العليمي واللي حصله"، يكفي أن يصفق المجلس لمصطفى بكري المتلون.. نحن مازلنا محبطين ونشعر بالأسى والحزن على ما يحدث في مصر من وعود لاتنفذ. أين تسليم السلطة؟ ما زالت أفكار المجلس العسكري هي  التي تنفذ " ونرجع للمربع صفر من تاني " نحن بانتظار مجلس شعب قوي يطهر كل مؤسسة وكل شارع من الفساد المستشري في جسد مصر.
*وماذا تنتظرين للرحاب؟

* نحتاج رقابة على الإدارة؛ فالسرقات واضحة، والإشراف معدوم، ومافيش ضمير.
مجلس بدون بدل "سينيه"
السيدة هبة بدرالدين تقول:أنا انتخبت الحرية والعدالة ولأن الوضع في مصر تحت الصفر بمراحل، فرغم محاولات مجلس الشعب وجديته وقراراته ومحاسبته للوزراء إلا أن الفساد أوضح، والمواضيع التي تنتظر دراستها ما زالت كثيرة جدا، وهو يقابل تحديًا كبيرًا، فنحن شعب متعدد وليس نمطيًا، أي ما يرضي فئة لا يرضي الفئة الأخرى. عامة أنا متفائلة لأننا عندما نتابع جلسات مجلس الشعب، فلأول مرة عندما تنظر لأعضائه تشعر فعلا أنهم ممثلون لكل أنواع الشعب، "مش كل الرجالة  ببدل سينيه، والستات بالشعر الأصفر اللي طالع من عند الكوافير، لا بتلاقي الستات اللي شبه الموظفات في أي دائرة حكومية وتلاقي الناس اللي بتتكلم زي اللي في قلبنا ربنا يوفقهم".
*ماذا تنتظرين منهم؟
* أهم شيء إنهم يعملوا على إخراج الشعب من دائرة الطحنة اليومية من المشاكل التي أوجدتها الحكومة البائدة والتي  كانت تستخدمها حتى يظل الشعب "مضروب على دماغه ومش فايق يركز معهم "، يجب توفير السكن والأكل والمعيشة المحترمة لكل الناس، مش تتبهدل علشان الميه والبوتاجاز والهواء النظيف. يجب توفير الحد الأدنى لكرامة المصري كي نوقف الرشوة والسرقة والبلطجة، فالمصري بطبعه راضٍ ومتدين لو كفيت احتياجاته فعلا "مش ح يمد إيده"، لكي نغلق الأبواب الخلفية التي يتسرب منها أي محاولات إصلاح. " لازم نكفي الناس علشان بعد كده نقدر نحاسبهم. ماقدرش آجي على جعان واقوله ليه سرقت، أشبعه الاول وبعدين أقدر قدام ربنا إني أحاسبه وأعاقبه، ولو واحد اتعاقب بجد الدنيا هتتظبط" وهذه فكرة الحدود في إلاسلام. عامة لو أرضينا الله سيساعدنا، لأن حلول مشاكل مصر ليست قي طاقة البشر لتشعبها وعمقها .
وماذا تنتظرين للرحاب؟*
*الرحاب مثل خارج الرحاب، الرحاب نسخة مصغرة لمصر بس" نظيفة شوية"، فعندما ظهرت مشكلة الغاز تأثرت بها الرحاب وأيضا مشكلة البنزين وهكذا، ومشاكلنا في الرحاب هي عدم الشفافية في الحسابات، وناس تديرها بإرادة فردية وعلينا السمع والطاعة وهذا ما كان يحدث في مصر عامة، وزيادة السرقة والبلطجة خارج الرحاب انعكست داخلها وبالتالي المطلوب من مجلس الشعب لمصر كلها هو المطلوب منه داخل الرحاب. وهو زيادة الأمن إالرقابة على الإدارة والشفافية وإصلاح الشوارع والنظافة ومش مفترض ان احنا نبقى فرحانين بالفرق البسيط اللي بين الرحاب وبره، لأن وضع الرحاب لازم يكون العادي في كل حتة من غير الفلوس الكتيرة اللي الشركة بتاخدها مننا مقابل الاختلاف عن بره، وليس مقابل خدمات حقيقية هي تعملها وفي الآخر يقولولنا احمدوا ربنا! لو مصر كلها نظفت ودا المفروض، مثل أي بلد في الدنيا أصحاب الرحاب مش هيبقى لهم عين يطالبوا بزيادات الصيانة المرعبة اللي بيطلبوها .
دور سلطوي للمجلس

كريم حسين طلعت يقول : انتخبت الحرية والعدالة لأنهم الأحسن تنظيما، أما الفردي فاخترته بعد حضور ندوة له في الرحاب ووجدت أن تفكيره يشبه تفكيري.
*وماذا تنتظر منهم؟
*أن تكون لديهم الجرأة والقوة والديمقراطية لكي يحاسبوا المجلس العسكري، وأن يمارسوا دورا سلطويا رقابيا على الحكومة، ربما نتابع التحقيق مع وزراء ولكن بعد التحقيق لا نرى نتيجة على الشارع، فأين التنفيذ؟ التحقيق مع الكبير يجب أن ينتج عنه إن يقوم هو بالتحقيق مع اللي تحته، وكدا علشان الدنيا تتصلح.
*وما أولويات الإصلاح من وجهة نظرك؟
الأولوية في الاهتمام بالناس المطحونين، لتحقيق العدالة الاجتماعية، فلأول مرة أعرف أن هناك موظفين حكوميين يقبضون 170 ألف و 200 ألف شهريا مثل عميد كلية الطب وآخرين يقبضوا 170 جنيها، ربما هذا الامر لا يمسنا شخصيا فنحن والحمد لله مرضيون، لكن الطبقة الكادحة، أي طبقة العمال المسؤولة عن عجلة الانتاج واقتصاد مصر منهم من لا يملك أو يعيش في بيت، كيف تنتظر منه أن يعمل سبع ساعات "وانت مش بتديه حقه اللي يرضيه ويكفي عيلته"؟. الحكومة لازم تراضي اللي تحت قبل اللي فوق. وأيضا تعرف كيف تديرهم، فالمصري خارج مصر يأتي بنتائج رائعة لأنه يعمل ضمن منظومة صحيحة تتوفر فيها حوافز للشعب، عوامل الإحباط المحيطة بالشعب المصري مرعبة، مجرد نزوله الصبح في الزحمة والمواصلات والشوارع السيئة والتلوث يحبط ويقلل من إنتاج أي شخص.
وماذا يليها؟*
*الاهتمام بالأمن والمرور والتعليم وحل مشكلة البطالة، ويجب انشاء وزارة  تربية عامة تهتم بالتوعية، ثم رصد ومعاقبة المخطئين، مثل رصد الرشاوى والكوسة واللي بيمشوا عكس الاتجاه والموظفين اللي مابيشتغلوش.